أسرة تحرير «قلم غار»
رُسِمَ اليوم المطران ميشال الجلخ رئيسًا لأساقفة نصيبين للموارنة شرفًا، بوضع يد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في خلال قداسٍ ترأسه في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، بمعاونة رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشيّة أنطلياس المطران أنطوان بو نجم، وبمشاركة عميد دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان الكاردينال كلاوديو غودجيروتي والسفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، ولفيف من البطاركة والأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، وبحضور فاعليّات دينيّة وسياسيّة واجتماعيّة، وحشد من المؤمنين.
تناول الراعي في عظته رسالة المطران الجلخ ومهمّته الجديدة، متوجّهًا إليه بالقول: «إنّ المسيح الذي يدعوك لتقيم معه، مثلما دعا الرسل الاثني عشر يجعلك رجل صلاة وإعلان شركة. يقيمك رجل صلاة، يرفع إلى الله يوميًّا الأشخاص والحالات، على مثال موسى الذي رفع يديه إلى السماء عن شعبه لتصبح على مثال يسوع ضحيّةً ومذبحًا لشعبه».
وتابع: «يرسلك رجل إعلان للبشارة إلى الخلق أجمعين، من حيث أنت، وفي الحالة التي أنت فيها، هذا الإعلان يعني بذل الحياة بدون تحفظات، والاستعداد لقبول التضحية الكاملة بالذات. ويرسلك رجل الشركة بحيث تتحلّى بموهبة العيش معًا، محافظًا على الوحدة، ومعزّزًا الشركة».
من ثم، أُقيمت رتبة الرسامة الأسقفيّة للمطران الجلخ الذي اختار شعاره «الحياة عندي هي المسيح».
الجلخ: كل قضيّة مُحقّة تعنيني
في ختام القداس الإلهي، بعد تلاوة السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا البراءة البابويّة، تطرّق الجلخ في كلمته إلى دعوته وانفتاحه على الآخر المختلف، قائلًا: «أصبحت صلاتي مجبولةً بصلاة أخي الضعيف الأرثوذكسي في الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، وأخي الأرمني المُهَجَّر قسرًا من ناغورنو-كراباخ، وأخي الأرثوذكسي الشرقي المُستضعَف في إرتريا وإثيوبيا، وأخي الكاثوليكي المقهور في سوريا، وأخي المسلم المشرّد والمقتول في غزّة. لقد أصبحت كل قضيّة مُحقّة تعنيني لأنّ المسيح يعنيني، وهو الحقّ والحقيقة والعدل والعدالة».
وأضاف: «كلّنا معنيّون بالأخوّة وبالمحبّة لأنّ الله محبّة! خبرة السنة الفائتة في دائرة الكنائس الشرقيّة، المعطوفة على سنواتِ ثمانٍ سابقة، علَّمتني ألا مفرّ من الاتكال على النفس والتعاون الصادق من أجل خير أبنائنا وبناتنا في هذا المشرق، وعلَّمتني بالأخصّ أن أصلّي من أجل شعوبنا وأوطاننا، ومن أجل كل ضعيف ومظلوم وفقير ومحتاج. إنّهم وديعة الربّ التي تسلَّمتها: علَّني أستحق يومًا أن أقول ما قاله السيّد “لقد حَفِظتُهم باسمك” (يوحنا 17: 12)».
وتابع الجلخ: «كم من قضايا كنسيّة تحتاج إلى صلاة نرفعها إلى الله أكثر منها إلى معالجةٍ إداريّةٍ بيروقراطيّة بحتة. وإنّني، إذ أحمل كل هذه الأمور في صلاتي ووجداني، لا أنسى قضيّة وطني لبنان. أملي أن يتخطّى أزمته وصعوباته التي ليست بشيء إن كنّا على قلبٍ واحد: كلّنا نحبّ هذا الوطن وكلّنا نرغب في العيش على أرضه، ما ينقصنا هو قليلٌ من الزهد والتواضع والتراجع عن تعنّتنا وأنانيّتنا حتى نجد مكانًا مشتركًا نلتقي فيه لننطلق بهذا الوطن الفريد بتكاتفه الإنساني، والجميل بصلابته الروحيّة، والحاضن هويّاته المتنوّعة، والمتميّز بمجتمعه المبني على العائلة وقيمها».
ورفع الجلخ الشكر لله على عطاياه، وللبابا فرنسيس «ليس لأنّه اختارني فحسب، بل لأنّه من خلال اختياره إيّاي ميّز الكنيسة المارونيّة بكهنتها، وميّز معها رهبانيّاتنا التي أرسلت وما زالت ترسل فعلةً للحصاد وخدّامًا في حقل الربّ». كما توجّه بالشكر إلى الراعي والرهبانيّة الأنطونيّة وأسرته وأصدقائه، خاتمًا بسؤال أحبّائه الصلاة من أجله، وطالبًا شفاعة مريم العذراء والقديسين.