أسرة تحرير «قلم غار»
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال ترؤسه اليوم قداسًا احتفاليًّا في كاتدرائيّة مار جرجس-العاقورة، بمناسبة تأهيلها وتثبيت ذخائر مار جرجس والقديسين الإخوة المسابكيين، رفع الصلاة «كي يوقف الله بقدرته الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، ويحلّ سلامًا عادلًا ودائمًا وشاملًا».
أُقيم القداس بدعوة من راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون وخادم رعيّة العاقورة الخورأسقف رزق الله أبي نصر وبمعاونتهما، وبمشاركة النائب البطريركي العام المطران حنا علوان ولفيف من الكهنة، وبحضور فاعليّات رسميّة واجتماعيّة وجموع المؤمنين.
وجاء في عظة الراعي ما يأتي:
«فيما كان زكريا الكاهن يقوم برتبة البخور في الهيكل تراءى له ملاك الربّ» (لو 1: 10)
1.الليتورجيا هي الوسيلة التي يتمّ فيها لقاء الله بالإنسان، وهي عمل الخلاص بالمسيح، الوسيط الوحيد بين الله والبشر (1 طيم 2: 5). فالمسيح يعلن البشرى، ويشفي القلوب التائبة (أشعيا 61: 1؛ لو 4: 18)، كطبيب الأجساد والأرواح (إغناطيوس الأنطاكي).
2.يسعدنا مع أبرشيّة جبيل وراعيها أخينا المطران ميشال عون، ومع رعيّة المسيح في العاقورة العزيزة ومع كاهنها الفاضل الخورأسقف رزق الله أبي نصر، أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهيّة، بمناسبة تأهيل كنيسة مار جرجس-العاقورة، وتثبيت ذخائر مار جرجس والقديسين الإخوة المسابكيين.
إنّ جمال هذه الكنيسة بحلّتها الجديدة يعكس جمال نفوسكم يا أبناء وبنات العاقورة الأحبّاء، وقد توّجتم الدعوة إلى هذا الاحتفال بكلمة بولس الرسول: «أنتم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم» (1 كور 16: 3).
فمبروك عليكم كنيسة مار جرجس الجميلة، جمال نفوسكم «كهيكل الله».
3.هذه الكنيسة الجميلة هي المكان الأنسب لعبادة الله، الحاضر هنا فيها: يكلّمنا عندما نقرأ كتبه المقدّسة، يلهمنا بأنوار روحه القدوس، يخاطب قلوبنا عندما نصغي إليه بتأمّل وصمت. في مثل هذا الجوّ، كلّم الله زكريا بواسطة الملاك جبرائيل، وبلّغه البشارة الجديدة بولد اسمه يوحنا.
لا يستطيع أيّ إنسان اللقاء بالله في عقله وقلبه، إلا بواسطة أفعال العبادة المعروفة بالليتورجيا. فالله حاضر في الجماعة المصلّية كما وعد: «حيثما يجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون هناك بينهم» (متى 18: 20).
4.الليتورجيا هي أداة اللقاء بين الله والإنسان المؤمن. في هذا اللقاء يوحي إليه تصميمه الإلهي، ويكشف له عن إرادته، وعن دور هذا الإنسان في التصميم الإلهي.
هكذا أجرى مع زكريا الكاهن في المقدس حيث بلّغه الملاك جبرائيل قصد الله بمنحه ولدًا طال انتظاره، حتى أصبح متقدّمًا في السنّ وامرأته إليصابات كبيرة في السنّ هي أيضًا، وعاقرًا.
بشّره بولد، يوحنا، إنّما هو بشرى للشعب كلّه الذي كان ينتظر المخلّص، ويرسم لزكريا رسالة ابنه يوحنا.
5.البشارة هي نقل خبر مفرح عن تدخّل الله في تاريخ البشر. ثلاث بشارات رسمت حدود تاريخ الخلاص:
البشارة لإبراهيم بمولد اسحق (تك 17: 15-22) الذي من صلبه يولد أسباط شعب الله الاثنا عشر، الذين من خلالهم تسير كلمة الله الواعدة بالخلاص حتى تحقيقها.
البشارة لزكريا بمولد يوحنا الذي يختتم مسيرة شعب الله كآخر نبي، ويفتح مسيرة شعب الله الجديد. فكان آخر نبي من أنبياء العهد القديم، وأوّل رسول في العهد الجديد، كالفجر الذي يبشّر بانبلاج الصباح.
البشارة لمريم بمولد المسيح الفادي الذي يبلغ معه ملء الزمن، ويبدأ شعب الله الجديد الذي هو الكنيسة، منفتحًا نحو نهاية الأزمنة.
6.نرفع صلاتنا الليتورجيّة في هذه الكنيسة، ذاكرين جميع المتبرّعين وجميع الذين تعبوا في أعمال الترميم، وجميع الذين خطّطوا بتوجيهات راعي الأبرشيّة وكاهن الرعيّة ولجنة إدارة الوقف والمجلس الراعوي والأخويّة وسائر المنظّمات الرسوليّة والذين رافقوا بالصلاة، وجميع أحياء الرعيّة ومرضاها وموتاها المؤمنين.
ونرفع صلاتنا الليتورجيّة، بشفاعة مار جرجس والقديسين الشهداء الإخوة المسابكيين: فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل لكي يوقف الله بقدرته الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، ويحلّ سلامًا عادلًا ودائمًا وشاملًا، ولكي يمسّ ضمائر معرقلي انتخاب رئيس للجمهوريّة، بحيث يقوم نوّاب الأمّة بواجبهم الوطني المشرّف، ويلتئموا في المجلس النيابي بروح المسؤوليّة وينتخبوا الرئيس في دورات متتالية. ونذكر بصلاتنا النازحين من بيوتهم المتهدّمة، ومن مناطقهم المهدّدة، لكي يعودوا إلى مناطقهم.
وإنّنا نحيّي جميع الذين يعتنون بهم لكي يعزّوا قلوبهم الجريحة. فيا ربّ، يا أبا الجميع، ترأف بشعب لبنان، وأبعد عنه الحرب وازرع السلام. لك المجد والشكر إلى الأبد. آمين.
وكان عون قد ألقى كلمة، في بداية القداس، اعتبر فيها أنّ الفرحة اليوم مزدوجة لحضور الراعي إلى العاقورة ولإعادة ترميم كاتدرائيّة مار جرجس التي لبست حلّة جديدة لتكون لائقة بأبناء البلدة، بحسب قوله.
وتوجّه إلى الراعي قائلًا: «تزور الأبرشيّة التي أحببتها وخدمتها طوال 23 سنة، تزور العاقورة أرض القداسة والبطولة والصمود. وحضورك معنا بركة وتشجيع ودعوة لكي نثبت بإيماننا ومحبّتنا لكنيستنا ولله، ولكي تبقى ثقتنا بربّنا قويّة ونبقى أبناء الرجاء».
إلى ذلك، ألقى الخورأسقف أبي نصر كلمة، في ختام القداس، شكر فيها الله على كل عطاياه، والبطريرك الراعي على حضوره، وعون على خدمة الكنيسة بحبّ.