إيلي يونس
نعيش في مجتمعات حيّة وهي في الحقيقة هالكة، تتغلغل داخل الإنسان منذ ولادته، من خلال أفكار ومعتقدات ظالمة وقاهرة تُبعد الأوّل ليضحي أخيرًا.
أجل، أفكارٌ متلوّنة بألوان مُخادِعة، تُقنع المرء بأنّ الحياة تُعاش مرّةً واحدة، وهمسٌ يصرخ: اذهب وعشها “بالطول والعرض” من دون قيود، وإلّا فأنت الخاسر.
أصواتٌ تُشجّع على ممارسة الجنس ومشاهدة الأفلام الإباحيّة والسّهر حتى طلوع الفجر، واللّامبالاة، والأموال والثّروات حتى يصبح المرء عبدًا لها، وغيرها من المغريات والمقتنيات الجسديّة الفارغة الّتي لا شبعَ فيها ولا اكتفاء.
ومن يمشي عكس ذلك، يضحي غريبًا ومنبوذًا وساذجًا… لكن فلتثِق دومًا أنتَ البعيد عن أمجاد الأرض، الّذي شبعتَ واكتفيتَ بإلهٍ هو كفايتك، الربّ يسوع المسيح، الّذي أغنى حياتَكَ، وعلّمكَ أنّ الحياة ليست لمرّة واحدة، إنّما هنا الامتحان والحياة، وبعد ذلك، تكون الحياة الأبديّة حيث لا جوع ولا عطش ولا ألم ولا اضطراب.
يعتقدون أنّ الحقيقة تتجلّى في العالم الأرضي، “وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ” (مت 24: 13).
ومهما ضيّق أبناء هذا العالم على المختارين والمدعوّين والأبرار وأبناء الربّ الإله، فليتذكّر كلُّ واحد بأنّ كلام الربّ ثابتٌ عندما قال: “فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يو 16: 33).
إذًا، وحده الّذي يثبت في الربّ يسوع المسيح الإله المتجسّد، يثبتُ الفادي فيه وتكون له الحياة الحقيقيّة، الحياة الأبديّة.