الأب بيتر حنا
كم تعزّ على نفوسنا الحرّيّة. من منّا لا يجلّها ويقدّسها؟ لا شكّ أنّ الحرّيّة هي الأغلى، إنما على ما يبدو، ليست الأقوى… الحبّ أقوى!
إن كانت الحرّيّة كل شيء، فكل شيء يخضع للحبّ. ولمن يحبّك فقط، أنت تقدر أن تمنح حرّيّتك.
نحن نحبّ، حين نمنح من نحبّ أغلى ما عندنا… حرّيّتنا. حين أحبّ، يضحي من أحبّ مقرّ حرّيّتي. أحبّه وأعطيه حرّيّتي، فيحرّرني بحبّه.
الحبّ هو كل شيء… لأن الحرّيّة في عالم يخلو من الحبّ، تجعل منه سجنًا مريبًا. والحياة مع من نحبّ وفي من نحبّ ومن أجل من نحبّ، هي عين الحرّيّة.
عمَّ يبحث الإنسان؟ أعن الحرّيّة أم الحبّ؟
إنه يبحث عن حبّ يُحرّر…
هل من شيء يحرّر سوى الحبّ؟
الحبّ يملأ الفراغ، يملأ الروح ويحييها. الجوع دائمًا إلى الحبّ، والتوق دائمًا إلى الحبّ. فلا شيء يروي سوى الحبّ. وليس من شيء يشفي سوى الحبّ. الحبّ هو الماء والدواء.
الحبّ هو همس الأرواح! هو نسائم خفيفة لطيفة تخرج من قلب لتستقرّ في آخر… الحياة في الحبّ هي الحياة بالحقيقة، هي السماء برمّتها، هي فضاؤها وحدودها المترامية.
الحبّ معركة، أشرس وأشرف معركة… أشرسها لأنها لا بدّ ستقتل، وأشرفها لأنها لا بدّ بعد أن تقتل، ستحيي…