الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
قف يا أخي الإنسان لحظة واحدة، وتأمّل في الحبّ كيف ينحني ويتواضع ويحبّ!
هو يسوع، حبّ الآب المتجسّد، إنه ينحني ليس على جبلتنا فحسب، بل على أقدام تلاميذه ليغسلها ويعلّمنا أن الحبّ يكمن في الخدمة.
في هذا اليوم، يظهر حبّ يسوع اللامتناهي ورحمته اللامحدودة. فهو من أراد أن يبقى معنا تحت أعراض الخبز والخمر، وهو من قال لتلاميذه في العشاء الأخير: «اصنعوا هذا لذكري». وبهذا يكون قد أنشأ سرَّي الكهنوت والقربان معًا، لكنه عندما جعل من نفسه قدوة في المحبّة، أفهمنا أن المحبّة الحقّة تكمن في بذل الذات لأجل كل إنسان.
صعب عليَّ، يا يسوع، أن أنظر إلى عينيك لأنني كبطرس الذي أنكرك إلا أنني نكرتك آلاف المرات، فسامحني يا سيّدي.
أخاف أن أتعلّق بكَ كالعذراء مريم لئلا يُغرس السيف في قلبي لدى مشاهدتي إيّاك معلّقًا على الصليب.
أخشى أن أحني رأسي على صدرك كيوحنا، ولا أستقي من كنز حبّك.
ما أعظم هذه الليلة، وما أسماها! إنها ليلة المحبّة.
أشكرك ربّي لأنك حاضر في سرّ المحبّة لأجلي ولأجل خلاصي.
أعبدك لأنك أشركتني في سرّ الكهنوت المقدّس الذي يسمح لي بتذوّق طعم السماء.
أسبّحك لأنك تركت لنا وصيّة المحبّة العظمى يوم قلت لنا: أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم.
اليوم أريد أن أموت بحبّك لأحيا من جديد بك وفيك ولك.
اليوم أطلب منك أن تمنحني من حبّك لأحبّك وأباك وروحك القدوس.
الآب يقبل تقدمتك، والكنيسة تسجد لك، الملائكة تعظّم تواضعك.
أهّلني يا محبّ البشر أن أغوص في سرّك، وأختفي في عمق محبّتك! لتكن حياتي فقط لخدمتك وخدمة كل إنسان.
ربّي، على الرغم من عدم استحقاقاتي، أودّ التحدّث معك لأنني أريد أن أذيع رحمتك على الخلق، وأحدّث عن عظائمك ما دمت، وأعلن إلى الأبد أنك أنت يسوعي الحبيب، أنت إلهي وفادي حياتي، أنت وحدك ملكي العظيم.
كما غسلت رجلي ذات يوم، أعطني أن أغسل رجل كل مريض ومعوّق ومن لم يلمس عظمة حبّك، ولم يرَ نور جمالك، ولم ينعم بقبلة شفتيك.