غيتا مارون
جورجي وهبه، اختصاصيّة في التغذية الطبيّة، وملتزمة في رعيّة سيّدة النجاة-الزلقا، تخبر “قلم غار” عن مسيرة زاخرة بنعم الربّ ورعايته.
دعوتنا أن نكون سفراء المسيح
“لمست حضور الربّ في حياتي منذ طفولتي إلى مراهقتي وصولًا إلى مرحلة الشباب، ما ساعدني على النموّ الروحي.
ولعبت عائلتي دورًا كبيرًا في زرع بذور الإيمان في قلبي؛ عائلتنا متماسكة ومؤمنة وملتزمة، وضعتنا على السكّة الصحيحة”، تخبر جورجي.
“منذ نعومة أظفاري، ربطتني علاقة مميّزة بالقديس شربل، فكنت أكتب له الرسائل وأناجيه عبر كلماتي…
نجحت في التوفيق بين دراستي والتزامي في النشاطات الرعويّة، وحاولنا قدر المستطاع من خلال نشاطاتنا مع الأطفال والكبار أن نعكس وجه يسوع، ونكون سفراء المسيح وفق مشيئته.
وفي فترة دراستي الجامعيّة، لمست حضور الربّ بشكل دائم”…
“السما بالقلب”…
وتقول جورجي: “عشقت الكتابة منذ طفولتي، ولي كتابان: الأوّل باللغة الفرنسيّة، كتبته عندما كنت في الـ15 من عمري، ويحمل اسم Ecrire c’est exister، وتطرّقت فيه إلى مواضيع مختلفة متعلّقة بالحياة والأولاد والأمّ والطبيعة.
أما الكتاب الثاني الذي صدر باللغة العربيّة، فكان تحت عنوان “لو لم أكن نفسي”، وتناول العديد من المسائل الإيمانيّة. حاولت من خلال كتاباتي التي تجسّد علاقتي مع الربّ تسليط الضوء على الإيمان، ولدي مجموعة كتابات حاليًا تحت عنوان “من القلب للسما”…
كما كتبتُ كلمات ترنيمتَيْن تحملان العنوانَيْن الآتيَيْن: “قصّة حبّ كبير” (مُهداة إلى مار شربل) و”يا وردة السما” (مُهداة إلى القديسة ريتا)، وشاركت في كتابة “السما بالقلب”، وهي تحيّة لروح ميشيل الحجل التي لعبت دورًا مهمًّا في نموّ إيماننا بعد رحيلها، فعلّمتنا الإصغاء إلى كلمة الله، وكانت تردّد على الدوام: “الصلاة تصنع المعجزات”.
رأيت يسوع في المريض الذي علّمني الصلاة
وتخبر جورجي: “لمست حضور الربّ بقوّة في الفترة التي تابعت فيها التدريب قبل الحصول على إذن مزاولة المهنة من وزارة الصحّة؛ عندما كنت أتوجّه إلى المرضى في المستشفى لإعطائهم الحمية المناسبة لهم، كنت أرى يسوع فيهم، وأسعى لأعطيه حقّه من الاهتمام من خلال القيام بواجبي المهنيّ بحبّ فائق، وكنت أشارك أيضًا في القداس اليومي في المستشفى عند الساعة الثانية عشرة…
شعرت بحضور يسوع في القربان وفي كل مريض يصلّي، فتعلّمت الصلاة من المرضى المؤمنين”…
هكذا ينتهي الانكسار بالانتصار…
وتضيف جورجي: “في مجتمع يسيطر عليه الخبث والكذب والبعد عن الله، نلتقي بأشخاص قد يسبّبون لنا الأذى، لكن القوّة تكمن في أن نكون محصّنين بما فيه الكفاية، فلا يتزعزع إيماننا، ولا نسمح للاختبارات السلبيّة أو المخادعين الذين يدخلون حياتنا بسرقة سلامنا الداخلي، فعندما نسلّم حياتنا لله، ينتهي الانكسار بالانتصار…
أشعر بحضور الربّ في وقت الصعوبات من خلال الأشخاص الذين أتعرّف إليهم… عندما أصغي إلى الكتاب المقدّس، أحسّ بأن الربّ يريد أن يبعث لي برسالة عبر الانجيل، وأحيانًا قد تصلنا رسالة روحيّة عبر ترنيمة، فالإصغاء لكلمة الله يساعدنا كي نتخطّى الصعوبات.
لمست عمل الربّ في حياتي بقوّة في أعياد القديسين؛ في إحدى المرّات، سمح الربّ لي باكتشاف حقيقة شخص وثقت به، وتبيّن في ما بعد أنه ليس على قدر ثقتي… لقد تدخّل الربّ في هذا التاريخ من خلال القديس جرجس الذي أحمل اسمه، وكشف لي الحقيقة، فشكرته على رعايته الدائمة…
لعلّ التحدّي الأكبر في المرحلة الراهنة يكمن في التمسّك بحضور الربّ في قلوبنا والحفاظ على الأمل على الرغم من الأوضاع الاقتصاديّة المتردّية وجائحة كورونا”.
معك أعيش فرح القيامة!
وترفع جورجي الشكر إلى الربّ قائلة: “أحمده على وجوده الدائم في حياتي، وأشكره على أهلي وأحبّائي.
أحمده أيضًا على الإيمان الذي زرعه في قلبي والحبّ الذي طبعه في روحي، فحماني من الكراهية، وجعلني أعيش فرح القيامة”.
