في إرادة رسوليّة صدرت اليوم، منح البابا فرنسيس صلاحيّات كانت مقتصرة في القانون الكنسي ومجموعة قوانين الكنائس الشرقية على الكرسي الرسولي وحده، مؤكدًا أن هذه الخطوة تسعى إلى ضمان وحدة قواعد الكنيسة الجامعة وتشكّل لامركزيّة سليمة.
منح بعض الصلاحيات التي يترتب عليها تغيير بعض قواعد القانون الكنسي ومجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة هو محور إرادة رسوليّة للبابا فرنسيس نُشرت اليوم.
وذكّر الأب الأقدس أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان وحدة قواعد الكنيسة الجامعة، وأن هذه الخطوة تتماشى مع الديناميكيّة الكنسيّة في ما يتعلّق بالشركة وتُثمّن القرب، وتشكّل لامركزيّة جيّدة لا يمكنها إلا أن تدعم هذه الديناميكيّة بدون تأثير على البعد الهرمي.
وقال البابا فرنسيس إن الوثيقة تتضمّن إدخال تغييرات في بعض القواعد المعمول بها في مواضيع معيّنة ومنح صلاحيّات، ما يهدف إلى تعزيز حسّ الجماعة والمسؤوليّة الرعويّة للأساقفة سواء في الأبرشيّات أو مجالس الأساقفة أو حسب هيكليّة الكنائس الشرقيّة، وأيضًا للرؤساء العامين، وذلك مع احترام مبادئ الفعاليّة والكفاءة.
وأكد الأب الأقدس أن التغييرات التي يتمّ إدخالها على القواعد واللوائح تعكس بشكل أكبر الطابع الجامع للكنيسة والذي يجمع الاختلافات بدون تجانس، وتشجّع هذه التغييرات من جهة أخرى فعاليّة أكثر سرعة للعمل الرعوي للسلطات الكنسيّة المحليّة وتدعم قربها من الأشخاص وأوضاعهم.
توقفت الإرادة الرسوليّة الجديدة بعد ذلك عند هذه التغييرات، فتحدّثت عن الإجراءات المتعلّقة بإنشاء إكليريكيّات مشتركة لأكثر من أبرشيّة، حيث يتمّ استبدال كلمة “موافقة” بكلمة “تأكيد” في النصّ الذي يفرض أن يتمّ قبل إنشاء هذه الإكليريكيّات حصول مجالس الأساقفة، في حال إكليريكيّات تشمل الأراضي بكاملها، وحصول أساقفة الأبرشيّات في حال وجود إكليريكيّات لعدد من الأبرشيّات على موافقة، وبالتالي حصولهم اليوم على “تأكيد” من الكرسي الرسولي. ويشمل استبدال كلمة موافقة بكلمة تأكيد القواعد الخاصّة بموافقة الكرسي الرسولي على معايير تنشئة الكهنة التي تضعها مجالس الأساقفة. يتمّ الاستبدال من جهة أخرى في ما يتعلّق بالقوانين الخاصّة بنشر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، حيث يمكن أن تقوم بذلك مجالس الأساقفة بعد تأكيد، لا موافقة، من الكرسي الرسولي.
تشمل الوثيقة أيضًا تغييرًا في نصّ القانون الخاصّ بانتماء الكاهن إلى كنيسة معيّنة، حيث تضاف إلى الإمكانيّات التي ينصّ عليها القانون الساري حول انتماء الكاهن إلى الكنائس ومعاهد الحياة المكرّسة، إمكانيّة انتمائه إلى الجمعيّات الكهنوتيّة العامة التي تحصل من الكرسي الرسولي على تصريح بهذا، وذلك كي لا يكون هناك كهنة بلا مرجعيّة محدّدة.
تغيير آخر يتعلّق بالقوانين الخاصّة بالعذارى المكرّسات حيث يضاف إلى النصّ الحالي أن إنشاء مثل هذه الجمعيّات على صعيد الأبرشيّات يصبح من صلاحيّة الأسقف، أما على الصعيد الوطني، فالصلاحيّة هي لمجلس الأساقفة.
تشمل التغييرات عددًا آخر من القوانين، ويجمعها أنها تمنح صلاحيّات للأساقفة كانت للكرسي الرسولي فقط. ومن بين القوانين الأخرى التي شملها التغيير حسب الإرادة الرسوليّة الجديدة للبابا فرنسيس تلك المتعلّقة بتبرّعات المؤمنين ونفقات تنظيم القداس الإلهي، والانعتاق عن الحصن حيث يمكن اليوم لأسقف الأبرشيّة، إلى جانب الكرسي الرسولي، أن يمنح الانعتاق عن الحصن للرهبان لفترة تزيد عن 5 سنوات، وهو ما كان حتى اليوم من صلاحيّة الكرسي الرسولي وحده. تشمل التغييرات أيضًا على سبيل المثال القوانين الخاصّة بالرهبان الذين أبرزوا النذور الموقتة ثمّ دفعتهم أسباب قويّة إلى العودة إلى الحياة العلمانيّة، حيث يمكنهم تقديم طلب إلى الرئيس العام للدير الذي يقرّر، مع المجلس، منح الانعتاق أم عدمه إلا في حال كانت هناك قوانين خاصّة تجعل هذا من صلاحيّة البطريرك فقط.
المصدر: فاتيكان نيوز