أسرة تحرير «قلم غار»
في 13 آذار 2025، يحتفل البابا فرنسيس بالذكرى الثانية عشرة لانتخابه، وهو لا يزال في مستشفى جيميلي الجامعي بروما حيث يتلقّى العلاج منذ حوالى شهر. كان هذا العام نابضًا بالمحطات الكبرى: اليوبيل، والسينودس، والكونسيستوار، والرحلات الرسوليّة، وزيارات الرعايا الرومانيّة.
اليوم يرافق المؤمنون من القارات الخمس الأب الأقدس بالصلاة، متيقّنين أنّ نظره الراعوي لا يزال موجّهًا نحو قطيعه، على الرغم من متابعته العلاج.
يبدأ البابا فرنسيس اليوم العام الثالث عشر من حبريّته من المستشفى. حتى الآن، لم تصدر عنه سوى رسالة صوتيّة وحيدة، سُجّلت في 6 آذار الحالي، تردّد صداها بين المؤمنين المجتمعين للصلاة في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة في خلال تلاوة المسبحة الورديّة: «أودّ أن أشكركم على الصلوات التي ترتفع إلى الربّ من قلوب الكثير من المؤمنين في أنحاء العالم. أشعر بمودّتكم وقربكم. وفي هذه اللحظة الخاصة، أشعر كأنّني “محمول” ومدعوم من شعب الله بأسره. شكرًا لكم جميعًا!». كلمات قليلة، مسجّلة بالإسبانيّة في جناحه الخاص بمستشفى جيميلي، تعبيرًا عن شكره لجميع الذين أحاطوه بالمحبّة والتضامن في خلال فترة علاجه.
مسيرة نابضة بالمغامرات
منذ 13 آذار 2024، ترأس البابا فرنسيس 32 مقابلة عامة، وعقد حوالى 230 لقاءً في الفاتيكان وخارجه، واحتفل بـ30 قداسًا. نستذكر أطول رحلة قام بها الأب الأقدس في خلال حبريّته؛ رحلة استثنائيّة دامت أسبوعين، بين إندونيسيا، وبابوا غينيا الجديدة، وتيمور الشرقيّة، وسنغافورة، اجتاز فيها قارّتين وأربعة بلدان. ذكريات تلك المغامرة المرهقة لا تزال نابضة بالحياة؛ رحلة أثارت قلق الكثيرين بسبب تحدّياتها الصحّية، وتعدّد المناطق، والمسافات الطويلة التي قطعها البابا جوًّا. لكن الأب الأقدس البالغ حينها 87 عامًا كسب التحدّي، مستمدًا قوّته من استقبال شعبي مهيب، حيث اصطفّ الناس على الطرقات بالترانيم والرقصات التقليديّة، وتسلّق الأطفال والنساء الأشجار والمباني ليرفعوا الأعلام التي تحمل صورته.
بعد تلك الرحلة التي قادته إلى أقاصي العالم، استأنف البابا حجّه، هذه المرّة في قلب أوروبا، متنقّلًا بين لوكسمبورغ وبلجيكا في أيلول 2024. وفي كانون الأوّل 2024، حطّت طائرته في جزيرة كورسيكا، إحدى أكبر الجزر في البحر المتوسط، حيث أمضى أقل من عشر ساعات التقى في خلالها الأطفال والكهنة والجماعات الرهبانيّة والعائلات، قبل أن يلتقي في ختام زيارته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
يوبيل الرجاء والسينودس
كذلك شهد العام الثاني عشر من حبريّة البابا لحظات جوهريّة في حياة الكنيسة، بدءًا من فتح الباب المقدّس في بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة مساء 24 كانون الأوّل 2024، وإعلان انطلاق «يوبيل الرجاء». في 26 كانون الأوّل 2024، فتح الحبر الأعظم الباب المقدّس داخل سجن ربيبيا الذي تحوّل ليوم واحد إلى بازيليك، وسط دموع الحراس والسجناء. في تشرين الأوّل الماضي، اختُتمت الدورة الثانية للجمعيّة العامة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول السينودسيّة.
في العام الثاني عشر لحبريّته، صدرت أيضًا الرسالة العامة «لقد أحبّنا»، وهي الرابعة منذ انتخابه بابا. كما ترأس الأب الأقدس الكونسيستوار العاشر الذي عيّن فيه 21 كاردينالًا جديدًا، في خطوة عزّزت الطابع العالمي للكنيسة أكثر من أيّ وقت مضى.
الحالة الصحّية للبابا
إلى ذلك، أفادت دار الصحافة الفاتيكانيّة اليوم بأنّ البابا فرنسيس أمضى ليلةً هادئةً في المستشفى.
ووفقًا للنشرة الطبّية الصادرة مساء أمس، فإنّ الحالة السريريّة للأب الأقدس لا تزال مستقرّة. وقد أكدت آخر صورة شعاعيّة التحسُّن المستمرّ في الأيّام الماضية.
ويواصل البابا تلقّي العلاج بالأوكسجين العالي التدفق في النهار، إلى جانب التهوية الميكانيكيّة غير الباضعة في الليل. وصباح أمس، بعد متابعته الرياضة الروحيّة عن بُعد من قاعة بولس السادس، نال القربان المقدّس، وكرّس وقته للصلاة، ثم خضع لجلسة علاج طبيعي حركي. أما في فترة بعد الظهر، فشارك في الرياضة الروحيّة للكوريا الرومانيّة. ثم واصل الصلاة والراحة، مع متابعة جلسات العلاج الطبيعي التنفّسي.
كانت السنة الثانية عشرة لحبريّة البابا حافلة بالأحداث، تخلّلتها مكالمات هاتفيّة لرؤساء دول وأشخاص عاديين، ورسائل وبرقيّات تحمل عزاءً وأملًا إلى سفراء بابويين في دول أنهكتها الحروب، وإلى أساقفة يواجهون المآسي في مناطق ضربتها الكوارث. كانت سنة مفعمة بلقاءات مع شخصيّات سياسيّة ومشاركة في قمّة مجموعة السبع، وبزيارات إلى شعوب متألمة، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، ونداءات للسلام، حتى حين خانه صوته. ثم فرض المرض الغياب عن الساحات والتفويض إلى الكرادلة لترؤس الاحتفالات اليوبيليّة. مع ذلك، بقي الرجاء مخيّمًا في الساحات، تغذّيه الصلاة على نيّة الشفاء. ولا تزال نظرة البابا الراعويّة، على الرغم من العلاج والتأهيل الطبّي، تتّجه نحو قطيعه الأمين.
———————————————————-
لمن يرغب في قراءة المزيد من التفاصيل، الرجاء زيارة المواقع الآتية:
فاتيكان نيوز: البوابة الإخباريّة الرسميّة للفاتيكان
فاتيكان فا: الموقع الرسمي للكرسي الرسولي
بوليتينو: النشرة الرسميّة للفاتيكان والكرسي الرسولي