في إطار زيارته الرسوليّة كندا الممتدّة من 24 لغاية 30 تموز الحالي، أعرب البابا عن حزنه الشديد بسبب المآسي التي عانت منها الشعوب الأصليّة في كندا والخبرات المدمّرة في المدارس الداخليّة الإجباريّة، مؤكدًا أنه يبدأ «رحلة توبة» ليقول إنه يشعر بالأسى، ويطلب من الله المغفرة والشفاء والمصالحة، ويعبّر عن قربه من هذه الشعوب، ويصلّي معها.
وقال الأب الأقدس في خطابه: أنا هنا حتى تكون الخطوة الأولى في رحلة الحجّ والتوبة هذه بينكم هي تجديد طلب المغفرة منكم، وحتى أقول لكم إني حزين جدًّا. أطلب المغفرة للطرق التي دعم بها، للأسف، العديد من المسيحيّين العقليّة الاستعماريّة للسلطات التي اضطهدت الشعوب الأصليّة. فأنا متألّم بألمكم. وأطلب المغفرة، ولا سيّما للطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانيّة، وأيضًا للّامبالاة التي أظهروها في تلك المشاريع المدمّرة للثقافات والاستيعاب القسري التي لجأت إليها حكومات ذلك الوقت، والتي بلغت ذروتها في نظام المدارس الداخليّة الإجباريّة.
وأضاف البابا فرنسيس: على الرغم من أنّ المحبّة المسيحيّة كانت حاضرة، وكانت هناك حالات مثاليّة، ليست قليلة، في التفاني من أجل الأطفال، إلا أنّ النتائج الإجماليّة لسياسة المدارس الداخليّة الإجباريّة كانت كارثيّة. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، قال العديد منكم ومن ممثّليكم أنّ الاعتذار ليس نهاية المطاف. أوافق تمامًا: إنّها الخطوة الأولى فقط، ونقطة الانطلاق. جزء مهمّ من هذه العمليّة هو إجراء بحث جادّ عن الحقيقة حول الماضي ومساعدة الأحياء الباقين من تلك المدارس الداخليّة الإجباريّة للشروع في مسارات الشّفاء من الصدمات التي تعرّضوا لها.
وتابع الأب الأقدس: أصلّي وآمل أن ينمو المسيحيّون والمجتمع في هذه الأرض في مقدرتهم على الترحيب بهويّة الشعوب الأصليّة وخبرتها واحترامها. وسأستمرّ في تشجيع التزام جميع الكاثوليك تجاه الشعوب الأصليّة… أعلم أنّ كلّ هذا يتطلّب وقتًا وصبرًا: فهذه عمليّات يجب أن تدخل في القلوب، ووجودي هنا والتزام الأساقفة الكنديّين هما شهادة على إرادتنا للمضي قدمًا في هذه الطريق.
وختم البابا بالقول: أنا هنا اليوم لأتذكّر الماضي، وأبكي معكم، وأنظر إلى الأرض في صمت، ولأصلّي عند القبور. لندع الصمت يساعدنا جميعًا على استيعاب الألم. الصمت والصلاة. أمام الشرّ نصلّي إلى ربّ الخير. وأمام الموت، نصلّي إلى إله الحياة. جهودنا ليست كافية للشفاء والمصالحة، فنحن بحاجة إلى نعمة الربّ: نحن بحاجة إلى حكمة الروح الوديعة والقويّة، وإلى حنان الروح المعزّي. ليملأ هو توقعات القلوب. وليأخذ هو بيدنا. وليكن هو الذي يجعلنا نسير معًا.
وكان البابا فرنسيس قد استهلّ رحلته بلقاء جمعه مع الشعوب الأصليّة، وهي الأمم الأولى والميتيس والإنويت في إسكواسيس.
ترجمة: فاتيكان نيوز