أسرة تحرير «قلم غار»
أخيرًا، سُطِّرَ اليوم الخبر السار المنتظَر: الإطلالة العلنيّة الأولى للبابا فرنسيس بعد قرابة 5 أسابيع من الغياب. لحظات قليلة حملت في طيّاتها بركات كثيرة؛ البابا فرنسيس يوجّه التحيّة من شرفة غرفته في مستشفى جيميلي الجامعي إلى المؤمنين المحتشدين في الباحة الخارجيّة. بكلمات مقتضبة، عبّر عن شكره، ثم لفتت نظره امرأة تحمل زهورًا صفراء وسط الحشود، فحيّاها بعفويّة، قبل أن يبارك الجميع بحبٍّ أبويّ. من ثم، توجّه إلى بازيليك القديسة مريم العظمى قبل عودته إلى مقرّ إقامته، حيث يستهل فترة نقاهة تمتد حوالى شهرين.

البابا: «شكرًا للجميع!»
وجّه البابا فرنسيس ظهر اليوم تحيّته إلى ثلاثة آلاف مؤمن احتشدوا في الساحة أمام مدخل مستشفى جيميلي الجامعي في روما، قائلًا: «شكرًا للجميع!».
نطق بكلمات قليلة من شرفة صغيرة تعلو الحشود المجتمعة في الأسفل. بدا مُجهدًا ومتعبًا، مستندًا بيديه إلى ركبتيه، ثم رفعهما ليبارك الحاضرين، قبل أن يلوّح لهم ويبتسم، بينما تعالت الهتافات: «فرانشيسكو، فرانشيسكو!»، «نحن نحبّك!»، «نحن هنا من أجلك!».
قال البابا بصوتٍ خافت: «شكرًا للجميع!». من ثم، جال بنظره في الساحة ليلمح امرأةً تُدعى كارميلا مانكوزو، من منطقة كالابريا، تقف في الصفّ الأمامي وتحمل باقةً من الأزهار. فقال البابا إنّه يستطيع رؤيتها وهي تحمل الزهور الصفراء، ولوّح لها بيده.
عقب التحيّة البابويّة، توجّه حشد المؤمنين نحو مدخل المستشفى لمحاولة رؤيته في أثناء مغادرته في سيارته البيضاء. فرافقته التحيّات والهتافات لدى مغادرته.
ثم توجّه الأب الأقدس إلى بازيليك القديسة مريم العظمى، حيث التقى الكاردينال رولانداس ماكريكاس، وسلّمه باقةً من الزهور ليضعها أمام أيقونة العذراء «خلاص الشعب الروماني»، تعبيرًا عن امتنانه لرعايتها وحمايتها.
بعد هذه المحطة المريميّة، عاد الحبر الأعظم إلى دار القديسة مرتا، مقرّ إقامته في الفاتيكان.

اختبار صبر الربّ
في الكلمة البابويّة المُعدّة لصلاة التبشير الملائكي التي نشرتها دار الصحافة الفاتيكانيّة، قال الأب الأقدس إنّ الفترة الطويلة التي قضاها في المستشفى سمحت له باختبار صبر الربّ الذي يراه منعكسًا في العناية الطبّية واهتمام عائلات المرضى ورجائها. وشدّد على أنّ هذا الصبر المتجذّر في محبّة الله التي لا تغيب أبدًا ضروري لحياتنا، بخاصة من أجل مواجهة المواقف الأكثر صعوبة وألمًا.
كذلك، أعرب البابا عن حزنه بسبب استئناف القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزّة، وما أسفر عنه من قتلى وجرحى. وطالب بأن يصمت السلاح فورًا، وبأن يتحلّى الجميع بالشجاعة لاستئناف الحوار كي يُطلَق سراح جميع الرهائن ويتمّ التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
في المقابل، عبّر الأب الأقدس عن سروره بعد توصُّل أرمينيا وأذربيجان إلى صيغة نهائيّة لاتفاق السلام، آملًا أن يُوقَّع في أقرب وقت ممكن، وأن يسهم في تحقيق سلام دائم في جنوب القوقاز.
ختامًا، توجّه الحبر الأعظم بالشكر إلى المؤمنين الذين يواصلون الصلاة من أجله، مؤكدًا أنّه يصلّي لأجلهم أيضًا. ودعا الجميع إلى الصلاة لإنهاء الحروب وإحلال السلام، ولا سيّما في البلدان المعذّبة مثل أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل ولبنان وميانمار والسودان وجمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة.

لمن يرغب في قراءة المزيد من التفاصيل المتعلّقة بالبابا فرنسيس، الرجاء زيارة المواقع الآتية:
فاتيكان نيوز: البوابة الإخباريّة الرسميّة للفاتيكان
فاتيكان فا: الموقع الرسمي للكرسي الرسولي
بوليتينو: النشرة الرسميّة للفاتيكان والكرسي الرسولي