أسرة تحرير «قلم غار»
واصل البابا فرنسيس اليوم سلسلة المقابلات العامة التي يُجريها في بعض السبوت، في أثناء سنة اليوبيل، وهي متمحورة حول الرجاء. قال الأب الأقدس في كلمته إنّ اليوبيل بداية جديدة للناس وللأرض. ودعا المؤمنين إلى تعلُّم الرجاء من مريم المجدليّة التي عرفت أن تلتفت إلى جهة الحياة. وأكد أنّ مسيرتنا دعوة مستمرّة لتغيير وجهتنا، وأنّ الربّ يسوع القائم من بين الأموات يأخذنا إلى عالمه، خطوة خطوة.
وجاء في كلمة البابا فرنسيس التي ألقاها أمام المؤمنين المحتشدين في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة، تحت عنوان «الرجاء هو أن نلتفت-مريم المجدليّة»، ما يأتي:
اليوبيل هو بداية جديدة للناس وللأرض، ووقتٌ حيث كلّ شيء يجب أن يُعاد التفكير فيه داخل حلم الله. ونعلَم أنّ كلمة «توبة» تشير إلى تغيير الاتجاه. وفي النهاية، يمكن أن نرى كلّ شيء من منظور آخر، وإذّاك تتحرّك أيضًا خطواتنا نحو أهداف جديدة. وسيولد الرجاء الذي لا يُخَيِّبُ أبدًا. الكتاب المقدّس يروي هذا بسبل عدّة. ونحن أيضًا، فقد حفّزتنا خبرة إيماننا في لقائنا بأشخاص عرفوا أن يغيّروا حياتهم ودخلوا، إن صحّ التعبير، في أحلام الله. في الواقع، حتى لو كان الشرّ كثيرًا في العالم إلا أنّه يمكننا أن نرى من هو مختلف عن هذا الواقع: وتدهشنا عظمته التي توازي مرارًا ضعَتَهُ.
لهذا السبب، تظهر في الإنجيل شخصيّة مريم المجدليّة فوق غيرها. شفاها يسوع برحمته (راجع لوقا 8: 2)، فتغيّرت. أيّها الإخوة والأخوات، الرحمة تغيّرنا، وتغيّر قلبنا. أعادت الرحمة مريم المجدليّة من جديد إلى أحلام الله وجعلت لمسيرتها أهدافًا جديدة.
إنجيل يوحنا يروي لقاءها مع الربّ يسوع القائم من بين الأموات بطريقة تبعث على التفكير. ذكر الإنجيل مرارًا أنّ مريم «التفتت». ويوحنا الإنجيلي يختار ألفاظه بعناية! نظرت مريم أوّلًا إلى داخل القبر وهي تبكي، ثمّ التفتت: فالربّ يسوع القائم من بين الأموات ليس في جهة الموت، بل في جهة الحياة. لنا أيضًا يمكن أن يكون يسوع أحد الأشخاص الذين نلتقي بهم يوميًّا. ثمّ، لمّا سمعت أنّه يناديها باسمها، يقول الإنجيل إنّها التفتت مرّة أخرى. وهكذا، بدأ ينمو رجاؤها: فالآن ترى القبر، ولكن ليس كما رأته من قبل. ويمكنها أن تمسح دموعها لأنّها سمعت اسمها: ناداها المعلّم وهو وحده يلفظ اسمها بهذه الطريقة. يبدو أنّ العالم القديم ما زال موجودًا، لكنّه زال. عندما نشعر بأنّ الروح القدس يعمل في قلبنا، وعندما نسمع أنّ الربّ يسوع ينادينا باسمنا، هل نعرف أن نميّز صوت المعلّم؟
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لنتعلّم الرجاء من مريم المجدليّة التي أطلق عليها التقليد لقب «رسولة الرسل». ندخل العالم الجديد بتوبتنا أكثر من مرّة. فمسيرتنا هي دعوة مستمرّة لنغيّر وجهتنا. والربّ يسوع القائم من بين الأموات يأخذنا إلى عالمه، خطوة خطوة، شرط ألا ندّعي أنّنا نعرف كلّ شيء مسبقًا.
لنسأل أنفسنا اليوم: هل أعرف أن ألتفت، فأرى الأمور بشكل مختلف، وبنظرة مختلفة؟ هل أرغب في أن أتوب؟
الـ«أنا» المليء بالادّعاء والكبرياء يمنعنا من أن نعرف يسوع القائم من بين الأموات: منظره، اليوم أيضًا، هو منظر أشخاص عاديين كثيرين نتركهم خلفنا. وعندما نبكي ونُحْبَط، نتركه خلفنا. بدل أن ننظر إلى ظلام الماضي، وإلى القبر الفارغ لنتعلّم من مريم المجدليّة أن نلتفت نحو الحياة. هناك ينتظرنا المعلّم. هناك ينادينا باسمنا لأنّه في الحياة الحقيقيّة يوجد مكان لنا، دائمًا وفي كلّ مكان. يوجد مكان لك، ولي، ولكلّ واحد منّا. ولا أحد يمكنه أن يأخذ هذا المكان لأنّه أُعِدَّ لنا منذ الأزل. يمكن لكلّ واحد أن يقول: لديَّ مكان، وأنا رسالة! فكّروا في هذه الأسئلة: ما هو مكاني؟ وما هي الرسالة التي أعطاني إيّاها الربّ يسوع؟ ليساعدنا تفكيرنا هذا لنتّخذ موقفًا شجاعًا في الحياة.
———————————————————-
لمن يرغب في قراءة المزيد من التفاصيل، الرجاء زيارة المواقع الآتية:
فاتيكان نيوز: البوابة الإخباريّة الرسميّة للفاتيكان
فاتيكان فا: الموقع الرسمي للكرسي الرسولي
بوليتينو: النشرة الرسميّة للفاتيكان والكرسي الرسولي