إلسي كفوري خميس
قصّتنا الملهمة، المنشورة عبر موقعنا الرائد في كتابة شهادات الحياة، من خلف المقود الذي عشقه وتعلّق به، فأضحى شغفه ومهنته. مهارته في القيادة وقلبه الحديدي مكّناه من حفر اسمه في عالم سباقات الراليات حتى لُقِّبَ بأسطورة رياضة المحرّكات اللبنانيّة.
كثيرة هي الأرقام القياسيّة والألقاب والبطولات التي حصدها. وفي كل مرة يقف فيها على منصّات التتويج، يكتب قصّة جديدة مع النجاح والمجد.
بطل لبنان التاريخي للراليات 16 مرّة. رفع اسم بلده عاليًا بعد فوزه برالي «الأنتيب» الفرنسي عام 2015.
بدأ مشواره في عالم الرالي وهو في الثالثة والعشرين من عمره. تعلّقه بقيادة السيّارات نما بعدما كان يتردّد في طفولته إلى كاراج والده، فتعلّم منه الكثير عن ميكانيك السيّارات. تخصّص في الهندسة الإلكتروميكانيكيّة، وأسّس «موتورتيون راسينغ»، وهو فريق متمرّس بتجهيز السيّارات للسائقين في لبنان والخارج.
فرض حضوره وهيمنته على المسارات ليصبح الرقم الصعب من دون منازع.
إنّه الأسطورة روجيه فغالي الذي يخبر «قلم غار» عن اختباره الإيماني وعلاقته بالله.
إنجازات بفضل الربّ
يسرد فغالي مسيرته مع الربّ، قائلًا: «تعلّمت منذ الصغر في مدرسة إنجيليّة وترعرعت في منزل مسيحي مؤمن، ما ساعدني على معرفة الله والتعلّق بديانتي أكثر. على الرغم من ضعف التزامي الديني إلا أنّني أحاول قدر المستطاع أن أجسّد إيماني بالشكل المطلوب». ويضيف: «أنا لست بلا خطيئة حتمًا، لكنني أصلّي متى سنحت لي الفرصة».
يدرك فغالي أنّ للربّ الفضل الأوّل في ما وصل إليه اليوم. فحضوره في حياته تجلّى من خلال الإنجازات التي حققها. يقول: «لم أحرز تلك الانتصارات، أكان على الصعيدين المهني أم العائلي، لو لم أتسلّح بإيماني، ولو لم يكن الربّ إلى جانبي. فهو من رسم طريقي». ويؤكد أنّه واجه صعوبات كثيرة وتجارب عدّة في حياته «شبيهة بما مرّ به كثيرون»، وكان في خلالها على يقين بأنّ الله لن يتركه.
الصلاة قبل السباق
يخبر فغالي عن جهوزيّته قبل السباق، قائلًا: «أقلّ ما يمكن أن أقوم به قبل كل سباق هو رسم إشارة الصليب لأكون متأكدًا من أنّ الله سيكون معي». ويستطرد: «لا يمكن أن أطلب من الربّ ألا يسمح بوقوع حادث وأنا أقود سيّارتي بسرعة جنونيّة. لا أعتقد أنّ الله يعمل بهذه الطريقة أو يتدخل بأمور مادّية، كأن أطلب منه مثلًا أن أحصل على مردود عالٍ من خلال عملي. أؤمن بأنّ الربّ موجود معي في كل زمان ومكان، وبالطبع أصلّي قبل أيّ سباق وكل يوم. لكن لا أظنّ أنّ الله سينقذني إن قمت بخطأ معيّن في السباق».
الربّ مخلّصي
معروف عن فغالي قلبه القوي وجرأته في القيادة. في حياته، يستمدّ القوّة والشجاعة من الربّ، وكذلك على الحلبات وفي السباقات، لأنّ «الله أعطاني تلك الموهبة»، بحسب قوله.
«الحمد لله بعدني عايش» عبارة يردّدها بعد كل حادث يتعرّض له. ويشكر الربّ بعد كل سباق على «إنهاء المهمّة بخير وبطريقة جيّدة».
يضيف: «من يشارك بالرالي ويوظّف كل إمكاناته وطاقاته من أجل الفوز، سيواجه حتمًا حوادثَ خطرة. وهذا ما حصل معي مرات عدّة، إذ دخلت إثر تلك الحوادث إلى المستشفى، وطبعًا شكرت ربّي لأنّني بقيت على قيد الحياة».
أكاديميّة لدعم الهواة
عن هواية السرعة، يؤكد فغالي أنّ «كل من يمارس هواية قيادة السيّارات في السباقات المنظّمة هم أشخاص محترفون يلتزمون بكل وسائل الحماية، ويقودون سيّارات مجهّزة على طرقات معدّة خصّيصًا لسباقات الرالي، عكس من يمارس هوايته على طريق مفتوحة ويهدّد حياة الناس. ورسالتي لهؤلاء أنّ من يهوى السرعة ويظنّ نفسه أنّه متمكّن من القيادة بسرعة جنونيّة، فليتفضّل ويشارك في سباقات منظّمة، يُظهِر من خلالها موهبته ويتوقف عن تعريض حياته وحياة الآخرين للخطر».
ولأنّه يؤمن بالمواهب الشابة، أنشأ فغالي أكاديميّة لخوض سباق الرالي في لبنان بهدف مساعدة الهواة والشباب وتشجيعهم على الخروج من دوّامة ممارسة السرعة على الطرقات العامّة.
ويخبر أنّ فكرة الأكاديميّة وُلِدَت بعد معاناته في بداياته من صعوبات كثيرة في مجال الدعم المطلوب من شركات أو أشخاص راعية للسباق. لذلك، يحبّ أن يساعد الهواة من الجيل الصاعد.
ويختم فغالي شهادته عبر «قلم غار» بشكر الربّ على كل شيء أنجزه في حياته وعلى بقائه حيًّا. كما يحمده على دعم عائلته ووقوفها الدائم إلى جانبه.