شربل غانم
سُئِلْتُ في إحدى الجلسات: «ما الكلمة التي سمعتها وأحببتها ولم تنسها وكانت سبب بركة في حياتك؟» أجَبْتُ من دون تردّد: «أنتَ أخي».
«من هو؟» أردفتُ: «لطالما كنت أتمنّى أن يكون هذا الإنسان حاضرًا في حياتي، وبحثتُ بين الناس عن وجهه عسى أن ألقاه… «الصدّيق يحبّ في كل وقتٍ، والأخ يولد ليوم الضيق (أم 17:17).
مرّ في حياتي مَنْ أضحوا أصدقائي والبعض باتوا رفاقًا أو عابري سبيل؛ عشتُ معهم شبابي، فنسيتُ منى قلبي. وبعد أعوام، أمست حياتي عصيبة إلى حدّ أصبحت نفسي وحيدة كأعمى أريحا.
«يا ربّ لا تتركني في العالم وحيدًا!» ناجيتُ الربّ، فحلّت البركة في حياتي. تدخّلت العناية الإلهيّة، فالتقيته للمرّة الأولى صدفةً. رمقني بنظرة مباركة كشفت له ما في أعماق قلبي بينما كنت أرمقه بنظرة تعجُبّ بشريّة. التقينا مرّات عدّة وتعرّفنا إلى بعضنا، فتوطّدت أواصر العلاقة بيننا، ما جعله يقول لي دامعًا: «أنتَ أخي»… منذ ذلك اللقاء، شاركني اسمه، وكأنّ حياتي شعّت بأنوار سماويّة في رسالة أخويّة.
اليوم تفصلنا المسافات عن بعضنا ولا أعلم متى سنلتقي لكن نفسَيْنا ستبقى متّحدتَيْن بالروح القدس. لقد أقامه الربّ على الأرض للبشارة بالكلمة وخدمة أسراره بينما خصّني ودعاني في العالم لأسير على الرغم من هواني خادمًا لإخوتي في سبيل البشارة.
لكل شخص رسالة في مشروع الربّ الخلاصي، وقد دعا تلاميذه وأرسلهم اثنين اثنين ليتقدّموه… منذ أن التقيت بأخي، بدأت رسالتي وعلمت بأن ما مرّ في حياتي ليس سوى تمهيد لمسيرة البشارة.