الخوري جوزف سلّوم
رغبة مقدّسة صامتة صادقة تتنامى وتتعاظم في أعماقي،
تنشد وتبتغي رؤية “من يحبّه قلبي”،
تبتغي معانقة بهاء وجهك القدوس،
تتقاطع هذه الرغبة مع جوعي وعطشي وشغفي،
رغم ضعفي الكامن في هشاشة طبيعتي ومحدوديّتي
وضجيج الفراغ فيّ وتجاذبات المادة وصراعات الإرادة.
تحاصرني تراكمات الأزمات والتحدّيات، بين الوباء والغلاء،
وتقلقني ضبابيّة الرؤية وأنواع العتمات والعقوبات،
وكل أنواع الاتجاهات والاحتمالات والقرارات،
وتخيفني التغيّرات والمصير،
في قلب وجعي وقلقي، ألوذ إلى خيمة خبائك،
هناك حيث لم ينطفئ بعد مصباح الله،
هناك أجعل مركعي، وأجعل الله نصب عينيّ،
فأنت رجاء قلبي.
رغبتي أن أكون معك يا الله في كل حين،
في حالة ولادات مستمرّة، فأنا بك خليقة جديدة.
أنا معك في حالة تجلّيات نورانيّة، في حالة سلاميّة،
في طمأنينة الحماية، ففي لحيظات الغضب،
أتوارى وأختبئ في قلبك، فأنت صخرة خلاصي،
أنت ملجئي، معك يتوهّج قلبي، فأنت حصني ونصرة لي،
وأنت تريني خلاصك…
يشكو عالمنا سيّدي من أزمات إيجاد فرص عمل،
ومن مظالم ولاعدالة دفع أجور العمّال، فينشف عرقهم
ولا يحاسبون في حينه.
أمّا أنت يا سيّدي، فتخرج وتدعو جميع الناس للذهاب إلى كرمك،
ديمومة خروجك لاستخدامهم غريبة محفّزة،
فأنت لا تحبّنا قائمين طوال النهار في الساحات بطّالين، نردّد:
“لم يستأجرنا أحد”.
تريدنا يا ربّ أن نذهب، توظّفنا لعمل ما،
مهما كانت إمكانيّاتنا ومهاراتنا، وأنت بحاجة إلى كل المهن.
تعدنا بأجرٍ عادل، ليس يوميًّا أو شهريًّا أو سنويًّا
بل تدفع لنا في الأبديّة،
ونحن نعلم أن أبديّتك ليست مستقبلًا وحسب،
هي الآن ودائمًا وهنا وفي كل مكان.
حاجتك إلى متعهّدين يعدّون طرقك في العالم،
حاجتك إلى قضاة وقانونيين يناضلون من أجل الحقّ
حيث الظلم والبؤس يتعاظم.
حاجتك إلى أطبّاء وممرّضين سامريين لا غشّ فيهم،
يتقنون ثقافة العناية بآلام الآخرين وجراحهم.
حاجتك إلى حصّادين وفعلة لكرمك،
فالحصاد كثير والفعلة قليلون،
يحسنون أن ينشدوا أناشيد الحصاد،
ويعلنوا وفرة الغلال.
حاجتك إلى رعاة وفق قلبك، فيهم رائحة القطيع،
ينحنون ويتحنّنون على شعبك لأنهم كخراف لا راعي لها.
أرسلني يا سيّدي إلى كرمك، ومعهم نسير جنبًا إلى جنب،
فنؤتي بالثمار وتدوم.