المونسنيور فادي بو شبل
نشكرك أيها الآب السماوي لأنك خلقت الإنسان ذكرًا وأنثى، وقلت لهم: “انموا واكثروا واملأوا الأرض” (تك 1: 28).
نباركك لأنك جعلت الواحد سندًا للآخر، لكي لا يبقى الإنسان وحيدًا (تك 2: 18).
نعظّمك ونسجد أمامك ونطلب منك أن تذكّرنا في هذا الوقت، وتمنحنا النعمة ليكون حبّنا عطاء، وتضحيتنا سخاء، وأمانتنا حقّة، على مثال حبّ المسيح ابنك للكنيسة بأسرها.
أنرنا يا إلهنا، وقوّنا لنربّي أبناءنا بحسب إرادتك القدّوسة، ونزوّدهم بأنوار الإنجيل المقدّس، ونعمة الأسرار الإلهيّة، ونعلّمهم عيش الحبّ في حياتهم اليوميّة، لتنمو حضارة المحبّة في هذه الأرض.
لتكن، يا ربّ، أيّامنا مليئة بالفرح الروحي والسلام الحقيقي ثمرة حضورك فينا، لكي تستطيع أفكارنا وضمائرنا وقلوبنا أن ترفع إليك كل شكر وتسبيح وإكرام ومديح، لأنك ربطت قلبينا برباط الحبّ الجميل، وجعلت منّا نحن الاثنين شخصًا واحدًا بابنك يسوع إلهنا ومخلّص نفوسنا.
وأنتِ يا أمّنا العذراء القديسة، يا من وقفتِ تحت الصليب، وشهدتِ عرس المسيح الأبديّ مع الكنيسة، وقفتِ أيضًا في عرسنا وكنت شاهدة على العهد الذي أقمناه في ما بيننا، فلا تسمحي أن ينقص خمر حبّنا وحوارنا وغفراننا، بل اشفعي من أجلنا أمام يسوع كما شفعتِ في عروسيّ قانا الجليل.
وكما سمعتِ يسوع من على صليبه ينادي الآب قائلًا: “اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون” (لو 23: 34)، علّمينا أن نغفر أي إساءة تصدر من أحدنا نحو الآخر لأننا نحبّ بعضنا بعضًا، وربّما لا نعرف أحيانًا لماذا يصدر منّا تصرّف أو آخر قد يجرح أحدنا أو يسيء إليه، واسهري على عائلتنا كما كنت تسهرين دائمًا على عائلة الناصرة، فأنتِ الأمّ والشفيعة للعائلة المسيحيّة. آمين.