المونسنيور فادي بو شبل
أنتَ يا من أمرتَ الإنسان الأوّل بأن يحرث الأرض ويزرعها، وطلبتَ منه أن يعمل لأنّه بعرق جبينه يأكل خبزه (تك 3: 17)، تعالَ الآن إليّ، وانظر إلى الحالة التي وصلتُ إليها.
منذ أشهر وأنا أبحث عن عمل أستطيع من خلاله أن أحقّق ذاتي، وآكل من عرق جبيني… ولكنني أتعذّب حقًّا، لأن الأبواب مقفلة أمامي والأيدي ممسوكة، والمستقبل يخيّم عليه الضباب. حتى متى؟
يا ربّ، إنني أؤمن بعنايتك القدّوسة التي تدبّر “كل شيء لخير الذين يحبّونك” (رو 8: 28). ومع هذا، فإنني خائف؛ خائف على مستقبلي، خائف أن يأتي اليوم الذي أجد فيه نفسي مرميًّا في أحد الشوارع، خائف من ذلك اليوم الذي لا أجد فيه طعامًا يملأ جوفي، خائف من الشتاء والصيف، من الليل والنهار. لذلك، لا أزال أصرخ إليك: حتى متى يا ربّ؟ حتى متى؟
أنتَ تعرف أنني لم أسرق يومًا ولن أسرق، ولم أقتل يومًا ولن أقتل، وتعرف أن كل ما في رغبتي هو أن أعمل كما عملتَ أنتَ بكرامة وصدق، وأن أحظى بمرتّب يكفيني لأعيش بكرامة، بعيدًا من مدّ يد العوز لأحد.
ساعدني، يا ربّ، فمن دون عنايتك تبقى مساعيّ باطلة، وجدّي من دون فائدة. ساعدني، بشفاعة أمّك، لأنني أناشدك اليوم وكل يوم، تعالَ يا سيّدي فإنني أحتاجُك، تعال إليّ لتتبارك حياتي بحضورك، وينعم كياني بوجودك. تعالَ إليّ لعلّني أجد عملًا أستطيع أن أطوّر به حياتي والمجتمع الذي أعيش فيه.
يا أمّي القديسة مريم، يا معونة الآتين إليكِ، في يديكِ أضع ذاتي واحتياجاتي! صلّي من أجلي، فصلاتك تشقّ الغيوم، وتصل إلى قلب الله. آمين.