ولد إغناطيوس في العام 1491 في لويولا (إسبانيا).
هو شاب إسبانيّ قضى حياته في القصر الملكيّ، وعشق السيف.
في إحدى المعارك ضدّ الفرنسيين، انكسرت ساقه، فخضع لعمليّة جراحيّة مؤلمة.
في خلال نقاهته الطويلة، كان يبحث عن روايات غراميّة، لكنّه لم يجد في القصر إلا كتابًا واحدًا: “سيرة المسيح والقديسين”، فأخذ يطالعه مرغمًا.
وإذ بإغناطيوس يكتشف ما لم يكن في الحسبان!
اكتشف أن حياة يسوع والقديسين هي أيضًا رواية حبّ، بل اختبار حبّ لامتناهٍ، فقرّر خوض معركة أشدّ مشقّة من تلك التي أقعدته، وتحوّل قلبه إلى قلعة مقاومة، بعدما احتلّه مجد العالم.
وجد إغناطيوس يسوع وأصدقاءً أوفياء سلكوا على درب الربّ مثل القديسَيْن فرنسيس ودومينيك. وقال في قرارة نفسه: لمَ لا أسلك درب الربّ؟
ما إن شفي حتى انطلق إلى دير قريب، واعترف مطوّلًا بخطاياه، وأحيا الليل كلّه راكعًا أمام تمثال العذراء حيث ترك سيفه، وأعطى عابرًا فقيرًا ثوب الفارس الذي كان يرتديه.
سار إغناطيوس من دون مال وزاد إلى أورشليم، راغبًا في أن يقضي حياته ماشيًا على درب المسيح لكن الأتراك منعوا إقامة المسيحيين في أورشليم، فعاد يسأل نفسه: ما العمل؟
عندئذٍ، قرّر إغناطيوس متابعة دروسه لأنّ كثيرين كانوا منكبّين على العلم والمعرفة.
وكان إغناطيوس يقيم في جامعة السوربون في باريس مع طالبَيْن هما بطرس (فرنسيّ) وفرنسيس (إسبانيّ).
وسرعان ما أصبح يسوع محور أحاديثهم حتى غيّرتهم محبّتهم له.
لقد أصبحوا سبعة أصدقاء، تمتلكهم رغبة واحدة: اتّباع يسوع المسيح في ممارسة الفقر الإنجيليّ والعفّة والسير نحو الكهنوت، وقرّروا بأجمعهم الالتحاق بيسوع الفقير، ووعدوا بأن يخدموه في الأشخاص الذين يكلّفهم مساعدتهم.
ثمّ، توجّهوا إلى روما كي يتلقّوا رسالتهم على يد البابا، ولم يسعهم إلا أن يسمّوا تلك الجماعة الناشئة “رفاق يسوع” كونه مَنْ جمعهم وجعلهم أصدقاء.
في العام 1540، وافق البابا بولس الثالث على إنشاء الرهبانيّة اليسوعيّة.
انتخب إغناطيوس دي لويولا في 8 نيسان 1541 أوّل رئيس عام للرهبانيّة اليسوعيّة.
ثمّ، وافق البابا بولس الثالث في العام 1548 على كتاب الرياضات الإغناطيّة؛ كان همّ إغناطيوس تدبير شؤون رهبانيّته ورهبانه وتأمين الرسالة بين المسيحيين ونقل البشارة إلى سائر البلاد، فأعلن البشارة في الهند واليابان، قاضيًا يومه في الصلاة والتأمّل.
جعل المرض إغناطيوس طريح الفراش، وتوفّي في 31 تموز 1556، في الخامسة والستين من عمره، بعد حياة مفعمة بالمحبّة والعطاء.
أُعلن القديس إغناطيوس طوباويًّا في 3 كانون الثاني 1609 على يد البابا بولس الخامس، وقديسًا في 12 آذار 1622 على يد البابا غريغوريوس الخامس عشر، وتحتفل الكنيسة بعيده في 31 تمّوز من كل عام.