المونسنيور فادي بو شبل
إن حبّك المجّاني، يا يسوع إلهي، قد دعاني إلى الوجود، وأنا أعتقد أن لوجودي دعوة ورسالة:
دعوة أحقّق ذاتي من خلالها، وأتمّم ما لأجله أوجدتني، ورسالة أحملها إلى المجتمع الذي أردتني أن أكون فيه.
يا يسوعي الحبيب، إن إيماني المسيحي يعلّمني أنني بفعل حبّ وُجدت، والهدف الذي ينبغي أن أصل إليه هو المحبّة… وبين هذين القطبين من الحبّ، يبقى لي أن أعرف إرادتك وأتمّمها في حياتي.
أنا متأكد أنني لستُ رقمًا أُضيفَ إلى البشريّة، ولستُ أحدًا بإمكان آخر أن يحلّ مكانه؛ فإن كان كلٌّ منّا موجودًا بفعل خلق حرّ منك، فمن المؤكد إذًا أن ما أنا موجود لأجله لا أحد يستطيع أن يحقّقه غيري.
فقُلْ لي، يا ربّي، أين تريدني أن أكون؟ هل تريدني أن أكرّس لك ذاتي في الحياة المكرّسة؟ هل تدعوني إلى سرّ الزواج المقدّس؟ هل أنا مدعوّ لأبقى على حالي؟
أنت إلهي الحيّ، وأنا ألتجئ إليك، لأطلب المعونة منك، وأعرف إرادتك في حياتي، فإنني لا أريد أن أحيا الضياع، ولا أريد أن أنهي حياتي من دون معرفة دعوتك لي.
ساعدني بروحك القدّوس وصلاة أمّك وأمّي العذراء القدّيسة لأعرف سبب وجودي وأميّز مشيئتك في حياتي.
إنني أحبّك، يا ربّ، وأريد أن أجعلك محبوبًا، فساعدني لأكون بكلّيتي لك، مهما كانت دعوتي.
وأنتِ، أيتها المباركة مريم، يا من تدعوكِ الكنيسة بحقّ أمّ المشورة الصالحة، أنيري عقلي، وافتحي ذهني، لأعرف ابنكِ وأحبّه، وأعمل مشيئته على الدوام. آمين.