المونسنيور فادي بو شبل
لا أعرف إن كان عليّ أن أثور أو أصمت… أبكي أو أصلّي… جلّ ما أعرفه أنني آتٍ إليك يا سيّد الحياة، لأضع شكواي أمامك، فأنت ربّي ومخلّصي الحبيب.
أنت تعرف ما حلّ بي، ومقدار الألم الذي يعتصر أعماقي، وتعرف أيضًا أن أموري تبدّلت، فيومي لم يعد كأمسي، ومن يدري كيف سيكون غدي.
إن ما يحدث معي أشبه بغروب الشمس؛ كما يتسلّل الليل إلى كل مكان، يغزو الألم والحزن كياني، بعد فقدان مَن أحبّ…
إنها لكأسٌ مرّة، مرّة للغاية…
يا يسوعي الحبيب، إنني أتأمّل الآن في ألمك عندما علمت بفقدان مربّيك القديس يوسف، وعندما كنت تنظر إلى وجه أمّك مريم وهي في أشدّ الحزن، تصبر وتصمت، وتقبل راضية بمشيئة الآب.
وأتأمّل في دموع عينيك وحرقة قلبك وكآبة وجهك لدى معرفتك بخبر موت صديقك أليعازر. ولكن لا، لن أحمل الربابة، ولن أسمح بأن أبكي كسائر “الناس الذين لا رجاء لهم” (1 تس 4: 13)، لأنني أؤمن بالقيامة، وبأنك الحياة.
أؤمن بك، وأنت قائم من بين الأموات وغالب الموت بالموت.
أؤمن بك، وقد منحت بشريّتنا الخلاص والفداء.
أؤمن بكلمتك في الإنجيل الطاهر: “من آمن بي يحيا وإن مات، وكل من يحيا مؤمنًا بي لا يموت أبدًا” (يو 11: 25)، ومن فقدته كان مؤمنًا بك.
في هذا الوقت، أقف أمامك وأقول لك: نعم يا ربّ، “لتكن مشيئتك” (مت 6: 10)، فأنا أقبل كل ما أنت تسمح به لأنني مهما أحببت من أحبّه، فلن أحبّه كما تحبّه.
وأنتِ، يا أمّ الحياة، كوني لي خير رجاء. آمين.