“شهيدة شعبها اليهودي والمسيحي، امرأة صادقة تبحث عن الله بأمانة ومحبّة”. هكذا وصف البابا فرنسيس إديت شتاين المعروفة باسم القديسة تريزا بنديكتا للصليب التي تحتفل الكنيسة بعيدها في 9 آب من كل عام.
ولدت إديت في سيليزيا الألمانيّة في العام 1891، وترعرعت في كنف عائلة يهوديّة، وأصبحت فيلسوفة، ثمّ ارتدّت إلى الكاثوليكيّة من دون أن تنكر أصولها اليهوديّة لأنها تأثّرت بحياة القديسة تريزا الأفيليّة.
أصبحت راهبة كرمليّة باسم تريزا بنديكتا للصليب، ونُقلت إلى هولندا في خلال الاضطهاد النازي.
في كرمل إيخت، عبّرت عن رغبتها في تقديم نفسها “كذبيحة كفّارة من أجل السلام الحقيقي وهزيمة مملكة المسيح الدجّال”.
بعد عامَيْن من الغزو النازي لهولندا في العام 1940، تمّ القبض عليها مع 244 يهوديًّا كاثوليكيًّا آخر كعمل انتقامي ضد الأسقفيّة الهولنديّة التي عارضت الاضطهاد، وتمّ نقلها إلى أوشفيتز حيث استشهدت في معسكر الإبادة، مع شقيقتها روزا التي كانت قد ارتدّت أيضًا إلى الكاثوليكيّة، في 9 آب 1942.
أعلن البابا القديس يوحنا بولس الثاني قداستها في 11 تشرين الأوّل 1998، مسلّطًا الضوء على “المسيرة في مدرسة الصليب” ودور الحبّ في تحويل الألم إلى خصوبة.
في العام التالي، رفعها البابا إلى شفيعة لأوروبا مع القديسة كاترين السيانيّة والقديسة بريجيدا.
وفقًا لشهادات بعض الناجين، ظهر التزامها ولا سيّما في رعاية الأطفال الذين غالبًا ما تمّ التخلي عنهم بسبب المعاناة والوضع المأساوي. لذلك، هي مثالٌ رائع للقوّة الأخلاقيّة التي يمكنها مواجهة كل المواقف السلبيّة في الحياة.
لقد أظهر لنا يسوع القوّة الأخلاقيّة في آلامه وموته، وتشبّهت به إديت شتاين، ولعلّ هذا الأمر قد شكّل أيضًا عنصرًا مهمًّا في إعلان قداستها.