ب. ب.
لم أدرك يومًا أن اسمي سيتردّد دائمًا في السماء كما على الأرض. أنا القرية الصغيرة التي ارتبطت أرضي وحجارتي بأمّ الكون. أنا فاطيما، قبلة أنظار العالم منذ العام 1917.
———————————————————-
في 13 أيّار 1917، قبل عام من انتهاء الحرب العالميّة الأولى، خصّت مريم العذراء فاطيما في البرتغال بحدثٍ عظيم إذ ظهرت لثلاثة أطفال كانوا يرعون الماشية وهم: لوسيا التي كانت في العاشرة من عمرها، وفرانسيسكو في التاسعة، وأخته جاسينتا في السابعة، وهما ابنا عمّ لوسيا. وطلبت منهم أن تلتقيهم مجدّدًا في المكان عينه في اليوم الثالث عشر من كل شهر.
وكرّت السبحة، وظهرت العذراء 6 مرات في الفترة الممتدّة بين أيّار وتشرين الأوّل من العام 1917. في 13 تشرين الأوّل من العام نفسه، تجمهر الآلاف لرؤية ما يجري، على الرغم من الأمطار الغزيرة. فجأةً، بدأ قرص الشمس يدور لولبيًّا بسرعة فائقة باتجاه الأرض. فخاف الجميع، وسجدوا رافعين صلواتهم إلى مريم قبل أن يعود القرص إلى موقعه. في كل ظهوراتها، شدّدت مريم على الصلاة وأهمّية المسبحة الورديّة.
بين عامَي 1918 و1919، انتقل فرانسيسكو وأخته إلى الحياة الأبديّة بسبب الإنفلوانزا الإسبانيّة. أمّا لوسيا، فدخلت الدير لتكرّس نفسها للربّ قبل أن تنتقل إلى دياره في 13 شباط 2005.
في العام 2017، أعلن البابا فرنسيس فرانسيسكو وجاسينتا قديسَيْن. أمّا لوسيا، فكانت حارسة للرسالة التي أوكلتها إليها مريم العذراء، وكتبتها، بطلب من أسقف ليريا خوسيه ألفيس كورييا دا سيلفيا، في أربع وثائق بين 1935 و1941، إضافة إلى وثيقة أخرى في العام 1944. وتحتوي هذه الرسالة على ما يُسمّى بالسر الثالث الذي كشف محتواه في العام 2000 القديس البابا يوحنا بولس الثاني، مُكرِّم سيّدة فاطيما التي أنقذته من محاولة اغتياله في 13 أيّار 1981.
في العام 2023، وافق البابا فرنسيس على إعلان بطولة فضائل الأخت لوسيا في انتظار حصول أعجوبة بشفاعتها من أجل تطويبها.
بعدما ذاع صيت سيّدة فاطيما، بُنِيَ مزارٌ ضخم كي يتّسع لمئات آلاف المؤمنين الآتين من كل أنحاء المعمورة، وهو يضمّ اليوم بازيليك على اسم سيّدة الورديّة وأخرى على اسم الثالوث الأقدس وكابيلا الظهورات، فضلًا عن مركز رعائي يحمل اسم القديس بولس السادس ومركزَيْن للرياضات الروحيّة يحملان اسم سيّدة الكرمل وسيّدة الأحزان.
———————————————————-
سيّدتي، سيّدة فاطيما، سيّدة العالم، أنعشي قلوبنا العطشى إلى الإيمان الحقّ، ونوّري دروبنا، وأبعدي عنّا كل ما يؤذي نفوسنا لنكون أمناء لتعاليم كنيستنا