آمال شعيا
أيلول… غريب سرّك في عمقي، أنتظر عودتك بفارغ الصبر.
وعندما تأتي، أسأل السماء رحيلك بسرعة.
أيلول… لماذا أفرح وأحزن في شهرك؟
عرفت أجمل الأحاسيس وأشدّها ألمًا في أحضانك، ليتني أفهم الإعصار الذي يضربني كلّما زرتني!
أيلول… عزفت لحني الأوّل على أوتارك.
كنت مراهقة أطير كالفراشة وسط الزهور، أجني العبير، وأحمله إلى حبيبي الجالس في مقعده يقرأ دفاتر أشعاري.
كنت مراهقة، وحلّ الخريف ومعه انتهى كلّ شيء. أيقنت حينها أنّ الحبّ الأوّل كالقبلة الأولى يشتعل ثمّ ينطفئ ولا يبقى منه سوى صور في الذاكرة.
أيلول… عندما تأتي، أشعر بالبرد يطوّقني.
وعند الصباح، أرى من خلف نافذتي الخضراء الطيور تهاجر عشّها، وأسمع صوت الفلّاحين في الحقل البعيد يحصدون الغلال فرحين.
ينطوي النهار، الشمس تغيب، والليل يقترب، وذكريات نسجتها في شهرك تتوقّف عن التغريد طيلة أشهر السنة.
ولحظة إطلالتك في الفضاء الواسع، تبحث عن مراهقة عشقت الحبّ حتّى ظنّت أنّه يمكن لورودها أن تنبت وتنبض بالحياة وسط قلب من صخر!
أيلول… أدركت أنّ الألم لن يقتل بذور الحبّ في كياني، وسيبقى الحنين والأنين صديقيّ تاريخي، كلّما عدتُ في الزمن إليك.