الصلاة هي صلة مقدّسة تربط الإنسان بخالقه، ونبع متدفّق من النعم السماويّة.
من يختبر الصلاة الحقيقيّة يحسن بناء علاقة قلبيّة صادقة مع الله ومكلّلة بروح البنوّة والمحبّة، إذ “لم تأخذوا روح العبوديّة أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبنّي الذي به نصرخ: يا أبا الآب” (رو 8: 15)، وتصبح حياته أنشودة فرح، وتطرد العلاقة الوطيدة التي يبنيها مع خالقه الخوف من قلبه، وتعطيه ثقة وسلامًا وفرحًا، “فلنتقدّم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه” (عب 4: 16).
ولعلّ أهمّ بركات الصلاة تكمن في أنها تجعل المؤمن أكثر سلامًا وتصالحًا مع ذاته، وأكثر إيجابيّة، وتطرد المشاعر السلبيّة من روحه، مثل الرغبة في الانتقام من الذين يسبّبون له الأذى، فيصبح الإنسان أكثر قدرة على التسامح، ويفيض قلبه بالسلام عندما يتواصل مع الآخرين، وتزيد قدرته على التعاطف، ويتخلّص من القلق والتوتّر والخوف لأنه يسلّم حياته لله. وتجعل الصلاة المؤمن يبذل قصارى جهده ليتجنّب الوقوع في الخطيئة، ويسعى ليُفرح قلب خالقه.
من يختبر الصلاة الحقيقيّة تتغيّر حياته ويصير خليقة جديدة في المسيح يسوع، وتفيض النعم في كل لحظة من عمره، “فأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك علانية” (مت 6: 4)، وتغمر حياته بركات الآب السماوي، فتصبح مشعّة بعمل الله “ليضئ نوركم هكذا أمام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات” (مت 5: 16).