بترا طوق الهندي
ألكسندرا… كيف يكون الاحتفال بأحد الشعانين في السماء؟
هنا، في هذه الأرض التي أحببتها…
فستانك الجديد سيظل جديدًا ومشتاقًا كي ترتديه،
وزينة الشعر التي تحبّينها ستظلّ منتظرة خصل شعرك…
والعيد… بعيدٌ جدًّا!
يا صغيرتي،
يا بسمة البيت…
في هذا العيد، لن يتمكّن والدك من حملك على ذراعيه،
ولن تحتاج أمّك إلى أن تطلب منك ألّا يتّسخ فستانك الأبيض…
سيبقى ناصعًا أبيضَ… من الآن فصاعدًا…
الصورة من دون ملامحك تنقصها الحياة،
والقلب مشتاق إلى معانقتك…
ألكسندرا… لا تخافي!
هذه السنة، لن تنطفئ شمعة العيد!
في السماء، لا تنطفئ الشموع من نوره…
لا! لن يطفئها هواء أو جنون أو انفجار
لا شيء يجرؤ على إطفائها…
وغصن الزيتون الطريّ،
سيظلّ أخضرَ لأنه يحملك على ذراعيه…
لا تخافي!
في السماء، الأولاد يظلّون أولادًا
ولا تُسرق طفولتهم في لحظة…
ألكسندرا، اهتفي له الهوشعنا بأصواتنا
أنتِ والياس وجو…
وكل الذين أصبحوا أصواتنا وبخورنا المُحْرَق على مذبحه،
كل الذين أمسى دمهم قربانًا!
انقلي له ألمنا!
قولي له: أسرع، يا يسوع!
كم من الوقت مرّ ونحن في انتظار اليوم الثالث!
قولي له: امسح دموع أمّي وأبي!
امسح دموعًا لم تجفّ…
قولي له، يا صغيرتي، إن الهيرودوسيين كثر،
وبيلاطس ما زال يغسل يديه…
ومن أعطيت لهم السلطة من فوق،
ما زالوا يتّفقون على صلبك بشعبٍ بأكمله!
هوشعنا، يا صغيرتي، تعني “خلّصنا”،
بصوتك ستخترق قلبه وتحمل حرقة قلوبنا!
هو مثلك لم يمت!
هو مثلك قُتل!
لكن الذين اعتقدوا أنهم قتلوه
قتلوا أنفسهم فيه…
منذ متى للموت كلمة أمام من هو الحياة؟!
ألكسندرا، احملي العلم وارفعيه،
وابتسمي…
ربما تعيد ابتسامتك إلى هذا القلب بسمته…
أحد شعانين مبارك من الأرض التي أحببتها حتى الموت…