غيتا مارون
“عندما تصرخ إيلّا، احتَضِنْها! ساعد ميّا كي تحقّق حلمها الكبير! أكمل مشوارك في الحياة!”
إنها الوصيّة التي تركتها الزوجة الشابة يولا عكاوي لزوجها فادي صيّاح الذي يخبر “قلم غار” عن مسيرة مفعمة بالتسليم لمشيئة الربّ.
أصيبت يولا بالسرطان، فقاومته بقوّة حتى اللحظات الأخيرة، لكنها لم تنجح في التغلّب عليه…
عندما تحيا مع ملاك…
“عندما تحيا مع ملاك، لا لحظات مُحدّدة رائعة لأن كل اللحظات رائعة”، يقول فادي.
“كان الربّ دائم الحضور في حياتي، وتربطني به علاقة صداقة حقيقيّة، بعيدة عن الخوف… أصغي إليه، وأتحدّث معه، ويسمعني دومًا”.
لقد دأبت يولا على تهيئة قلوبنا قبل رحيلها كي تخفّف من آلام غيابها، وطلبت منّا أن نكمل حياتنا سعداء، ونتحدّى الصعوبات، ونحافظ على فرحنا مهما قست الظروف علينا.
عندما رحلت زوجتي يولا، سقط الخبر عليّ كالصاعقة، لكن القوّة التي تحلّت بها في مرضها خفّفت من وطأة ألمي”.
“إذا بتحبّني… كمّل المشوار!”
ويتابع فادي: “عندما رحلت زوجتي الحبيبة، تحدّينا الحزن الذي سكن قلوبنا لأننا وعدناها بإكمال مسيرتنا.
لم تكن زوجتي الغالية الشخص القريب الوحيد الذي خسرته في حياتي بل فقدت أخي في العام 2004 بعدما قضى بسبب جلطة دماغيّة أدّت إلى تعرّضه لحادث سير مروّع.
بعد 5 أشهر من وفاته، تعرّفت إلى يولا التي خفّفت من ألمي العميق وساعدتني لأعانق الحياة من جديد. عشتُ مع زوجتي حلمًا دام 15 عامًا، وتجسّد في ابنتيّ اللتين أنعم بهما الله عليّ…
لن أنسى 15 عامًا من الحبّ والاحترام والدعوة الدائمة إلى مسامحة كل من سبّب الأذى لنا…
عندما يتحلّى الإنسان بالعقل المتّزن والقلب النابض بالحبّ، يحسن التعامل مع الآخرين…
ما زلت أسمع صدى كلماتها الدافئة التي طُبعت في قلبي إلى الأبد: “إذا بتحبّني، كفّي المشوار مع البنات. ما تخلّي حدا يلبس أسود!”
سأفي بوعدي لها ما حييت… ستنبض في شراييني حتى النفس الأخير”…
الربّ لا يترك أحدًا!
ويرفع فادي الشكر إلى الربّ قائلًا: “أشكر الله على الصداقة الجميلة التي تربطني به منذ نعومة أظفاري.
نعم! إن الربّ لا يترك أحدًا بل هو صديق يعطيك حريّة التصرف لكنه يتدخّل في الوقت المناسب ويمنعك من أذيّة نفسك”.