ولدت أكويلينا في العام 281 في مدينة جبيل (بيبلوس)، وتلقّت تربية صالحة، وتميّزت بالذكاء الحاد والنضج المبكر.
توفيّ والدها، وهي في التاسعة من عمرها، فنشأت على يد أسقف جبيل أوتاليوس الذي علّمها ركائز الإيمان المسيحي، فوعت كل حقائقه، وأخذت تعلّمها لكل الذين التقت بهم.
يدلّ اسم “أكويلينا”، ذات الأصول اللاتينيّة، على النسر، وأُطلق عليها لقب “فرخ النسر”.
عندما بلغت أكويلينا سنّ الثانية عشرة، أخذت تؤنّب صديقاتها الوثنيّات، وتعلّمهن مبادئ الدين المسيحي، وتعرّفهن إلى المسيح الذي افتدى البشريّة بدمه ليمنحها الخلاص والحياة الأبديّة، وتدعوهن إلى ترك عبادة الأوثان واعتناق المسيحيّة.
وصلت أنباء تبشيرها إلى مسامع الملك الروماني فولوسيانس، والي جبيل الذي عُرف بكرهه المسيحيين، فحاول عبثًا إيقافها ومنعها من إعلان البشارة، لكنها لم ترضخ لتهديداته بالقتل والتعذيب.
حينئذٍ، أمر بغرز جسمها بآلات حديدية حادّة مُحمّاة على النار، فلم تحتمل العذاب، وسقطت أرضًا فاقدة الوعي.
اعتقد الجميع أنها ماتت، فنقلوها إلى خارج المدينة إلا أن العناية الإلهيّة لم تتركها، إذ زارها ملاك الربّ وضمّد جراحها وشفاها وشدّد عزيمتها من أجل الثبات في إيمانها.
على الفور، عادت أكويلينا إلى المدينة، وتوجّهت إلى الملك ليرى المعجزة بعينيه، فيرتدّ إلا أنه استشاط غيظًا وأمر بقطع رأسها.
نُفّذت أوامر الملك، فاستشهدت القديسة أكويلينا، وهي في الثانية عشرة من عمرها، في 13 حزيران 293.