الطفل ورقة بيضاء، والأمّ والأب يخطّان الحروف الأولى عليها، ويضيفان الألوان، فتنطبع فيه وتعود عليهما سواء إيجابًا أم سلبًا.
ولا بدّ من الانتباه إلى أن الطفل يراقب كلّ ما يحدث حوله، وينقله بالكلام وتكرار الأفعال، ما يرتّب على الأهل ضرورة مراقبة كلماتهم عندما تكون آذان طفلهم مصغية إليهم.
وتشمل هذه المراقبة قول أمور ذات فائدة، وتجنّب الكلمات غير اللائقة، وعدم التحدّث عن الآخرين، إلا إذا كان الكلام إيجابيًّا.
إليكم 4 نصائح لمراقبة كلماتكم أمام أولادكم:
-التأكد من وجود الطفل في الغرفة:
قبل التحدّث عن شخص غائب، لا بدّ من التأكد من أن طفلكم ليس موجودًا في الغرفة، ولا يمكنه سماعكم، حتى وإن كانت كلماتكم غير واضحة، ولا تغامروا في طرح هذه النوعيّة من الأحاديث أمام طفلكم، فلا يمكنكم توقّع أن يتحدّث ولدكم بلطف عن الآخرين، إذا ما نشأ وهو يستمع إليكم تتحدّثون عن الآخرين بسلبيّة.
-التمييز بين الحديث البنّاء والهادم:
عندما تتحدّثون عن شخص غائب، لا بدّ من أن تطرحوا على نفسكم السؤال الآتي: هل حديثكم هو لمجرّد الانتقاد أم الرغبة في التعبير عن الإحباط كي تتجنّبوا الانفجار في مكان أو وقت غير مناسبين؟ إذا كان هدفكم يكمن في تحطيم صورة هذا الشخص، أو انتقاده فقط، فعليكم التوقّف عن القيام بذلك، أو التعبير عن هذه المشاعر السلبيّة أمام شخص محلّ ثقة، وبعيدًا من مسامع طفلكم.
-اللجوء إلى الصلاة:
تحدّثوا إلى الله عبر الصلاة إذ لديها القدرة على تهدئة القلب وتغيير نظرتكم للأمور، وهي تمحو الإحباط والغضب، وتحسّن القدرة على مواجهة المشاكل والتعامل معها، بدلًا من الشكوى إلى الآخرين، ونبرة الحديث الغاضبة التي قد يشعر بها طفلكم ويتأثّر بها.
-جرأة الاعتذار:
إذا أخطأ الأهل وتحدّثوا بالسوء أمام طفلهم، سواء عن شخص غائب أم بلفظ غير لائق، يجب عليهم التحلّي بالجرأة للاعتذار.
يحتاج طفلكم إلى أن يراكم صادقين وحقيقيّين، ترتكبون الأخطاء وتتراجعون عنها بالاعتذار، ما يعلّمه ضرورة مراقبة كلماته، والتراجع والاعتذار عنها في حال ارتكاب الأخطاء.