آمال شعيا
أحلامي البيضاء، كم أتوق إليك، وإلى همس صلاتك على ضوء القمر، كم أتوق إلى أن نرجع معًا إلى أحضان الطفولة… هناك نثرتُك بحبر حكايات جدّي، وألبستك ثوب الفجر الوسيم، وعطّرتك بطهر أمّي وحنانها، وتركتك تعشعشين في جوف أعماقي…
أحلامي البيضاء، هل تذكرين كيف كنا نسير في البراري، نركض خلف الفراشات، وهي تتطاير من زهرة إلى زهرة، ومن ثمّ نقع أرضًا، نعانق التّراب، نتأمّل النّمل الصغير، ونحاول أن نكتشف عمق وكره وسرّ أسراره…
أحلامي البيضاء، كم أتوق إليك، وأحلم بالإبحار معك من جديد، على متن مركب هذا الكون الفسيح، ولكن على الرغم من أنّ لحظاتنا غدت مجرّد ذكريات إلّا أنّني أستمدّ قوّتي منك، في كلّ يوم أمشي درب صليبي وسط الضباب، وأنا أرنّم أنشودة الحياة، وأشهد أنّني لن أركع في عمري إلّا لخالقي!