شربل غانم
في عيدك، أكتب إليك أيها الأب لأشاركك خبرتي المتواضعة في هذه الحياة. فقد جعلني الربّ أختبر الأبوّة الروحيّة منذ ريعان الشباب…
عندما ينظر الابن إلى عينيك، يرى عمق الوجود، لا بل أنتَ في حياته الوجود.
عند انطلاقته في الحياة، يحيا الابن معك في حضورك وغيابك. إن ضلَّ في مسيرته وعاد عن ضلاله، عانقته وألبسته عباءة الولادة الجديدة وخاتم البنوّة وحذاء الحرّية (لو 15: 21-23).
عندما يغدو الابن رجلًا وأنت تشيخ، تبقى نصائحك له درعًا معلّقة على صدره، وتصبح تجاربك مثالًا يقتدي به دومًا.
أيّها الأب، لعلّ واحدة من أهمّ الوصايا التي يجب أن تعترف بها لأبنائك هي أبوّة الله وأنك ائتُمنتَ على ابنك، تلك العطيّة العظمى التي نلتها منذ أن قُلْتَ «نعم» في سرّ الزواج المقدّس ودخلت شريكًا في مشروع الربّ الخلاصي، فتجلّت النِعَمُ في أبنائك.
أيها الآباء، يا مَن ائتُمنتم على تنمية نفوس الأبناء على الفضائل الإلهيّة لكي لا يهلكوا ويُستعبدوا، تأمّلوا في يوسف البار، رجل الإيمان المطيع لنداء الربّ، والمتأمّل الصامت في سرّ الخلاص، لتجسّدوا الأبوّة على مثاله. ففي صلاتكم وتضحياتكم الخفيّة في سبيل أبنائكم يكمن عمق دعوتكم.