الخوري جوزف سلّوم
هي الرهبة المقدّسة تمتلك كياني وتأخذني في دفء اللقاء معك وسحره للمناداة باسمك، فأتمتم: “قدّوس، قدّوس، قدّوس”!
في خشية، أقترب منك، أدنو من عظمة سموّك، أبحث في الأبجديّات عن اسمك، فهو يفوق الأسماء كلها، هناك عرفت إلهي واسمه قدّوس!
أقرضني يا ربّ ألسنة الملائكة والأجواق السماويّة، فعلى ألسنتهم أهتف: قدّوس!
أعطني ربّي عيون الأنبياء، وأعطني دهشة التجلّيات، فتخبر عيوني بأن إلهي قدّوس!
ألبسني نقاء الطفولة، ألبسني رداء البساطة والعفويّة، أعطني قلب الأطفال، فأعاين وجهك!
إن ذكاء قلبي يعلن حقيقة إلهي أنه قدّوس!
إن سكان السماء وكل صحبة الأبرار والقدّيسين هم أمامك وصنيعهم واحد: الاعتراف بأن إلهنا قدّوس!
إن عذراء الناصرة قد هيّأت نفسها في جواب التلبية كي تحيا عطيّة السماء أن المولود منها قدّوس…
والأجيال في مسيرة مواكبها تأتي لتنحني وتسجد وتنشد على الدوام نشيد أناشيدها “قدّوس، قدّوس، قدّوس”…
والزمن في ماضيه ومستقبله وحاضره يلتقي فيك ويعرف أنك أمس واليوم وإلى الأبد قدّوس الأجيال، وكل الذي يرى وما لا يرى يعترف ويصلّي ليتقدّس اسمك.
وأنا، كل مرّة أدخل عتبة إلهي، لا يبقى لي في الدنيا سوى صمتي جمعته لك وهتافي الثلاثي: قدّوس، قدّوس، قدّوس!